🏷️رينيه ديكارت :
لقد كان لهذا المفكر الفرنسي المشهور اعظم الاثر في تثبيت اسس الفلسفة الاوروبية الحديثة وكان قد توصل الى ذلك عن طريق تأملاته الفكرية المشهورة في الفلسفة الحديثة و تأملات ديكارت » . وقد بنى ديكارت فلسفته على دعائم فكرية خالصة وكان لا يؤمن بفائدة الحواس في الوصول الى الحقائق الطبيعية، وجعل « الشك » العمود الفقري لفلسفته وجعل له نظاماً ينطلق عبر الفكر وحده عند الانسان، ورأيه في الوجود الانساني يختلف ويناقض رأي اغلب معتنقي الوجودية ، اذ هو يعتقد بأن الوجود كان قد سبقه تفكير وماهية ، والجوهر هنا هو أسبق في الوجود الواقع وقد عبر عن ذلك في الكوجيتو المشهورة له في عالم الفلسفة "أنا افكر .. اذن انا موجود".
وبهذا يكون الوجود قد اقترن بالماهية الفكرية حسب تفكير ديكارت.
🏷️مان دي بيران :
عندما جاء هذا الفيلسوف الفرنسي الشهير وجد في الفلسفة الديكارتية انحرافاً خطيراً عن ادراك الوجود وذلك بأن جعلته خاضعاً ومرتبطاً بالفكر بصورة مباشرة "ان وتلقائية وهنا صرخ دي بيران ، قائلاً بأن الانسان هو ارادة فاعلة وارادة الانسان هي القوة الصادرة والمنبثقة عن ذات الفرد ومن تلقاء نفسه وهي التي تحدد وتصمم وجود الانسان الواقعي في حياته..
وبهذا يكون دي بيران ، قد انطلقت فلسفته في هذه الانطلاقة الانسانية الرائعة :
"أنا أريد .. اذن أنا موجود"
أي ان ادراك الوجود شيء نابع من ارادة الانسان الفعالة الخلاقة.
وعلى هذا الأساس نرى ان بعض الكتاب المعنيين بشؤون الفكر الفلسفي في القرن العشرين يعتقدون أن فلسفة دي بيران، وتأكيده فيها على الارادة الانسانية هي بمثابة وضع الحجر الاساسي لارساء قواعد الفلسفة الوجودية المعاصرة كفكرة تطرق الذات الانسانية فقط وتوليها كل عنايتها واهتمامها.
📘الوجودية فلسفة الواقع الانساني -غازي الأحمدي